مكاسب الدولار.. ارتفاع مستمر مع ترقب بيانات الإنفاق وتوجيهات الفيدرالي

الذهب على وشك تحقيق مكسب أسبوعي جديد وسط توقف صعود الدولار الأمريكي وانتظار الأسواق لمسار الفائدة الأمريكية، حيث ارتفعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية يوم الجمعة، مواصلة تسجيل مكاسب لليوم الثاني على التوالي، لتتداول قرب أعلى مستوياتها التاريخية، مدعومة بتراجع قوة الدولار مقابل سلة العملات العالمية، مع توقعات بتحقيق سادس مكسب أسبوعي متواصل.

تحليل أداء الذهب وسط توقف صعود الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية

شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في السوق الأوروبية، حيث ارتفعت أسعار المعدن النفيس بحوالي 0.2% لتصل إلى 3,755.24 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتح التداولات عند 3,749.39 دولارًا، مسجلاً أدنى مستوى عند 3,734.58 دولارًا، في حين حقق الذهب خلال جلسة الخميس المكاسب بنسبة 0.35%، ليستعيد انتعاشه بعد توقف مؤقت سببه عمليات تصحيح وجني أرباح من أعلى مستوى قياسي عند 3,791.13 دولارًا للأونصة. وبالنظر إلى التداولات الأسبوعية، سجل الذهب ارتفاعًا بنحو 1.9%، ليقترب من تسجيل سادس مكسب أسبوعي على التوالي، ما يعد أطول سلسلة مكاسب أسبوعية منذ أواخر ديسمبر 2024.

في المقابل، شهد مؤشر الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% يوم الجمعة، متراجعًا من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 98.61 نقطة، مع توقف صعود العملة الأمريكية مقابل سلة العملات العالمية، حيث تميزت التداولات بحركة تصحيحية وسط تراجع محدود واضطراب المستثمرين في بالشهور المقبلة، خصوصًا مع تريثهم في بناء مراكز شرائية قبل صدور تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) الذي يعد مقياسًا رئيسيًا للتضخم في الولايات المتحدة.

تأثير توقعات الفائدة الأمريكية على تحركات الذهب والدولار

ترتبط تحركات الذهب والدولار الأمريكي ارتباطًا وثيقًا بتغيرات السياسة النقدية الأمريكية، حيث تبنى مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي نهجًا أكثر حذرًا في تصريحاتهم، رغم صدور بيانات اقتصادية إيجابية تفيد بنمو الاقتصاد بأسرع وتيرة خلال أكثر من عامين. فقد أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” مؤخراً إلى استمرار البنك في تقييم التحديات المتعلقة بضعف سوق العمل وتزايد مخاطر التضخم. وأظهرت بيانات يوم الخميس انخفاضًا ملحوظًا في طلبات إعانة البطالة، ما ساهم في تعديل توقعات السوق، فوفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، انخفضت احتمالات خفض الفائدة في اجتماع أكتوبر من 92% إلى 88%، في حين ارتفعت احتمالات تثبيت الأسعار من 8% إلى 12%.

يتمحور اهتمام المستثمرين بشكل كبير حاليًا حول تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أغسطس، لما له من تأثير مباشر على قرارات الفائدة، إذ يعتمد عليه مجلس الاحتياطي الفيدرالي كأحد مقاييس التضخم الرئيسية. ولهذا، يمكن أن تعيد البيانات القادمة تشكيل تسعير أسعار الفائدة، مما سيؤثر بدوره على تحركات الذهب والدولار في الأسواق العالمية.

توقعات مستقبلية لأداء الذهب مع استمرار تقلبات الدولار والفائدة الأمريكية

يرى “تيم ووترر”، كبير محللي السوق لدى كيه سي إم تريد، أن عودة الدولار الأمريكي إلى مستوياته الطبيعية قد تشكل عائقًا لارتفاع الذهب نحو مستوى 3,800 دولار للأونصة، مؤكداً أن تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية قد تحد من هبوط مباشر لأسعار الذهب. وأضاف ووترر أن تداول الذهب يتم بوتيرة بطيئة بسبب تردد المتداولين في شراء المعدن بثقة، خشية أن تعكس بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية أي ارتفاع طفيف في نمو الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما قد ينعكس على تحركات الأسعار بشكل سريع وحاد.

وعلى صعيد صفقات المؤسسات، لم تُسجل حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة تغييرات ملحوظة، لتستقر الحيازات عند 996.85 طن متري، مما يعكس ثباتًا في مراكز الاستثمار المؤسسية حتى تاريخه.

  • أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا يوم الجمعة بمقدار 0.2%
  • مؤشر الدولار تراجع بنسبة 0.1%
  • احتمالات تثبيت أسعار الفائدة الأمريكية في أكتوبر ارتفعت إلى 12%
  • تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي المرتقب المفتاح القادم لتسعير الفائدة
المؤشر المستوى الحالي
سعر الذهب (دولار للأونصة) 3,755.24
مؤشر الدولار 98.61 نقطة
حيازات صندوق SPDR (طن متري) 996.85

يبقى الذهب في حالة استنفار وانتظار لتطورات البيانات الاقتصادية الأمريكية وتأثيراتها على سعر الفائدة، مع توقعات بأن يستمر المعدن الثمين في استجماعه لقواه الإيجابية خلال جلسات التداول المقبلة، في ظل ترقب الأسواق العالمية لتقرير نفقات الاستهلاك الشخصي وتأثيره المحتمل على ديناميكية العرض والطلب، خصوصًا مع بقاء الدولار الأمريكي في نطاق تداول محدود وعدم وجود اتجاه صعود واضح في المرحلة الحالية.