صادرات أوروبا.. ارتفاع اليورو والرسوم الجمركية يخلقان أزمة في التصدير لأمريكا

صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة تشهد تراجعاً كبيراً تحت تأثير الرسوم الجمركية الجديدة وارتفاع قيمة اليورو، ما أثر سلباً على فائض الميزان التجاري الأوروبي مع السوق الأمريكية، حيث أدت هذه العوامل إلى ارتفاع أسعار السلع الأوروبية وتراجع الطلب الأمريكي، مما يعكس تحديات حقيقية في العلاقات التجارية بين الجانبين.

تراجع صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة وسط الضغوط الجمركية وارتفاع اليورو

شهدت صادرات الاتحاد الأوروبي انخفاضاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، متأثرةً بفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية جديدة في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، إلى جانب صعود قيمة اليورو مقابل الدولار الأمريكي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأوروبية داخل السوق الأمريكية وبدوره أثار صعوبات في التجارة بين الجانبين. وبحسب بيانات شبكة «يورونيوز» ومنصة «UN Comtrade»، استوردت الولايات المتحدة سلعاً أوروبية بقيمة 53.7 مليار دولار خلال يوليو 2025، بتراجع نسبته 10% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وهو مؤشر واضح على ضغط السوق الأمريكية على الصادرات الأوروبية.

على مدى ثلاثة أشهر، انخفضت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى 168.1 مليار دولار، مقارنة بـ213.2 مليار دولار في الربع السابق الذي شهد طفرة استثنائية بسبب الاستيراد المكثف قبل تطبيق الرسوم الجديدة في الثاني من أبريل، ما يعكس تأثراً مباشراً بسياسات الرسوم وارتفاع سعر العملة الأوروبية الموحدة.

قطاعات الأدوية والسيارات تتكبد أكبر خسائر في صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة

تُظهر البيانات المحدثة أن قطاعي الأدوية والسيارات حدث فيهما التراجع الأكبر ضمن صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، حيث انخفضت واردات الأدوية الأوروبية إلى 9.5 مليار دولار في يوليو مقابل 11.5 مليار دولار في نفس الشهر عام 2024، وكذلك هبطت واردات السيارات إلى 4.68 مليار دولار مقارنة بـ6.2 مليار دولار وهو تراجع كبير يؤثر على الشركات الأوروبية العاملة في هذه القطاعات.

كما سجلت صادرات السيارات الأوروبية خلال ثلاثة أشهر 13.6 مليار دولار، بانخفاض ملحوظ عن 16.23 مليار دولار في الربع السابق و19.3 مليار دولار في الفترة المماثلة من العام الماضي، مما يُظهر حجم التراجع في الطلب الأمريكي على السيارات المصنعة في أوروبا.

القطاع صادرات يوليو 2025 (مليار دولار) صادرات يوليو 2024 (مليار دولار)
الأدوية 9.5 11.5
السيارات 4.68 6.2

تراجع فائض الميزان التجاري الأوروبي مع الولايات المتحدة نتيجة آثار التعريفات الجمركية وقوة اليورو

شهد فائض الميزان التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة انكماشاً ملحوظاً، إذ بلغ نحو 11.97 مليار دولار في يوليو 2025، أي ما يقارب نصف الفائض لنفس الفترة من عام 2024 والذي كان 23.6 مليار دولار فقط، وعلى مدى ثلاثة أشهر انخفض الفائض إلى 40.4 مليار دولار مقابل 85.8 مليار دولار في الربع السابق و61.9 مليار دولار في نفس الفترة لعام 2024، مما يشير إلى تراجع واضح في متانة التبادل التجاري.

  • ارتفاع الرسوم الجمركية إلى 15% على السلع الأوروبية، فوق التوقعات الأولية
  • صعود اليورو من 1.02 دولار إلى 1.18 دولار خلال العام الحالي
  • خفض القدرة التنافسية للسلع الأوروبية في سوق الولايات المتحدة
  • تزايد التكلفة على المستوردين الأمريكيين وتحول بعضهم إلى مصادر بديلة

يقول نيكولا نوبيل، الخبير الاقتصادي في مؤسسة «أوكسفورد إيكونوميكس»، إن التعرفة الجمركية البالغة 15% كانت أعلى قليلاً من التوقعات السابقة، لكنها ساعدت في تقليص حالة عدم اليقين التي سادت التوقعات خلال الأشهر الماضية. ويُضاف إلى ذلك أن ارتفاع سعر اليورو أمام الدولار الأمريكي زاد الضغط على الصادرات الأوروبية وجعلها أكثر تكلفة على المستوردين في الولايات المتحدة، إذ شهدت العملة الأوروبية الموحدة ارتفاعاً تجاوز 8% مقارنةً بمستواها في يوليو 2024، وهو ما أدى إلى تراجع تدريجي في تنافسية المنتجات الأوروبية داخل السوق الأمريكية.