فريق استثنائي.. يشكلون وجه فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” بإنتاج متعدد الجنسيات

فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” إنتاج مشترك بين عدة دول، حيث تمكن من نيل إعجاب الجمهور والنقاد بفوزه بجائزة أفضل فيلم في الدورة الحادية عشر من مهرجان فيا ديل سيني في كولومبيا، الذي يحوّل شوارع وصالات عرض مدينة فيا دي ليفا إلى منصة للاحتفاء بفن السينما ودعم صناعها. هذا الفيلم يمثل تعاونًا دوليًا مثمرًا وأثرى المشهد السينمائي بقصة إنسانية عميقة.

العروض العالمية والأولية لفيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” في مهرجانات دولية

عرض فيلم “عائشة لا يستطيع الطيران” عالميًا لأول مرة في مسابقة نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي، مما مثّل انطلاقة دولية لافتة له. بعد ذلك، شارك الفيلم في عدة مهرجانات مهمة، منها مهرجان ديربان السينمائي الدولي الذي شهد عرضه الأفريقي الأول. حاز الفيلم أيضًا على جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبرسي) في مهرجان يريفان السينمائي الدولي جولدن أبريكوت، مما يعكس القيمة الفنية العالية التي تحول بها إلى محط اهتمام لدى النقاد حول العالم، مؤكدًا مكانته بين الأفلام التي تناقش قضايا إنسانية واجتماعية بعمق واحترافية.

قصة وفريق عمل فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” وإنتاجه المشترك

يأتي فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” كنتيجة إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا وألمانيا وتونس والسعودية وقطر والسودان، جامعًا مواهب من عدة دول لتقديم قصة واقعية مؤثرة. تدور أحداث الفيلم حول عائشة، فتاة سودانية تبلغ من العمر 26 عامًا، تعمل في مجال الرعاية الصحية وتقيم في حي شعبي بالقاهرة تواجه صراعات متعددة؛ بين زملائها المهاجرين الأفارقة وعصابات محلية تتربص بها. تقع عائشة في موقف صعب بين علاقة غامضة مع طباخ مصري شاب وعصابة تمارس عليها الابتزاز لإجبارها على التورط في صفقة غير أخلاقية مقابل حمايتها وإعطائها منزلاً للعمل فيه.
تجسد قصة الفيلم معاناة المرأة المهاجرة في مدينة كبيرة، حيث تكافح الشخصية الرئيسية وسط مخاوف وصراعات داخلية وخارجية، في مشهد درامي إنساني يعكس تحديات الحياة الواقعية التي تواجه الكثيرين.

  • بوليانا سيمونزي
  • زياد ظاظا، مغني الراب المصري
  • عماد غنيم
  • ممدوح صالح

وفي الكواليس، تولى فريق فني بارز مهام عديدة منها: محمد ممدوح للمونتاج، مصطفى الكاشف مديرًا للتصوير السينمائي، نيرة الدهشوري لتصميم الأزياء، مصطفى شعبان للهندسة الصوتية، وإيمان العلبي في تصميم الديكور. وتجدر الإشارة إلى التعاون السابق بين مصطفى الكاشف ومخرج الفيلم مراد مصطفى في الفيلم القصير “عيسى”، ما أضفى انسجامًا فنيًا واضحًا على التصوير والإخراج.

الدعم والمنح التي ساهمت في إنجاح فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” وأهميته الاجتماعية والفنية

حصل فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” على دعم مهم من مؤسسات مرموقة، مثل مؤسسة الدوحة للأفلام، صندوق المورد الثقافي، مهرجان الجونة السينمائي، أكاديمية لوكارنو، وبرامج سينيفوداسيون ومصنع السينما في مهرجان كان، إلى جانب مهرجان مونبلييه. هذه المشاركة دعمت مراحل إنتاج الفيلم الفنية والتقنية، خاصة في مرحلة ما بعد الإنتاج التي نال فيها الفيلم جائزة الدعم الكبرى في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

المؤسسة نوع الدعم
مؤسسة الدوحة للأفلام تمويل الإنتاج
مهرجان الجونة السينمائي دعم فني وتسويقي
ورشة الأطلس الكبرى – مراكش تمويل ما بعد الإنتاج (25 ألف دولار)

على الصعيد الاجتماعي والفني، يقدم الفيلم صورة حقيقية لتحديات المهاجرين الأفارقة في القاهرة، ويستعرض صراعات المرأة الشابة في مواجهة الابتزاز الاجتماعي والأخلاقي، مؤكدًا رسالة التمكين الشخصي والشجاعة في مواجهة ظروف الحياة الصعبة.
يمثل فيلم “عائشة لا يستطيع الطيران” نموذجًا متميزًا للتعاون الدولي في صناعة السينما، يعكس قدرة الفن السابع على توصيل قصص إنسانية متشابكة عبر ثقافات متعددة، ويدعم ظهور السينما المصرية على الساحة العالمية من خلال جودة وإبداع المخرج مراد مصطفى وفريق العمل.

نجاحات الفيلم المستمرة في المهرجانات الدولية، جوائزه التي تجاوزت حدود القارة الأفريقية، وتسليطه الضوء على قضايا اجتماعية معاصرة، تثبت أن السينما قادرة على أن تكون أكثر من مجرد وسيلة ترفيه؛ فهي أداة قوية لتغيير الوعي والمجتمع، وقصة “عائشة لا تستطيع الطيران” تشهد على هذا بتمعّن وصدق.