ارتفاع تاريخي.. الدينار العراقي يعزز قيمته أمام الدولار في نهاية الأسبوع

سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار يشهد ارتفاعًا في السوق الموازية اليوم الخميس، في حين استقر عند المستوى الرسمي مع قرب انتهاء نشاط الأسبوع لسوق العملات في المحافظات العراقية الأمر الذي يعكس حالة تقلبات محددة في أسواق النقد العراقية ويرتبط بعدة عوامل اقتصادية وسوقية محلية ودولية تؤثر على حركة الأسعار.

تحديث أسعار صرف الدينار العراقي في السوق الموازية

تشهد السوق الموازية للبنك في العراق تغيرات ملحوظة في أسعار صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي تتباين بين المحافظات، حيث سجل سعر البيع والشراء تحركات متفاوتة في المدن الرئيسية كالتالي:

أما التعاملات الرسمية فتظل مستقرة نسبياً، حيث تختلف أسعار البيع للحوالات والاعتمادات المستندية والتسويات الدولية للبطاقات الإلكترونية عند 1310 دنانير لكل دولار، في حين يبلغ السعر العام للبيع 1305 دنانير، وتلتزم المصارف بسعر 1310 دنانير للدولار، مع تأكيد أن تعاملات البنك المركزي تقتصر على بيع الدولار فقط وفق آلية مخصصة للمسافرين خارج البلاد، وتلتزم البنوك بهذه القرارات بشكل ملزم.

العوامل المؤقتة وراء ارتفاع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار

يرى الخبير الاقتصادي حميد الجابري أن ارتفاع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار في الفترة الأخيرة يعد مؤقتًا، حيث أشار إلى أن تراجع سعر الدولار أمام الدينار جاء نتيجة تراكم عوامل اقتصادية وسوقية متعددة، أبرزها زيادة الطلب على الدينار الذي جاء نتيجة تحول السوق نحو استخدام العملة المحلية في عمليات التسوية والمعاملات اليومية، بالإضافة إلى لجوء المستثمرين والتجار إلى الذهب كوسيلة حماية مما قلل من ضغط الطلب على الدولار، فضلًا عن ارتفاع الضرائب على السيارات المستوردة وتراجع عمليات تهريب العملة، وتأثير هذه المحاور أدى إلى هبوط النسبي في سعر الدولار مقابل الدينار.

وقد شدد الجابري على أن هذه التغيرات تعكس توجهات وقتية، مع توقع استقرار السعر عند المستويات الراهنة في المستقبل القريب، محذرًا من إمكانية حدوث ارتفاع مفاجئ في سعر الدولار حال وقوع أزمات سياسية أو اقتصادية، مما يؤكد أهمية دعم وتعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي لضمان استدامة سعر صرف الدينار.

العوامل الأساسية المؤثرة على سعر صرف الدينار العراقي

تتشكل أسعار صرف الدينار العراقي مقابل الدولار بناءً على عدة عوامل حيوية تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد الاتجاهات السوقية، وتشمل هذه العوامل:

• مزاد بيع العملة: حيث تؤثر كميات المبيعات اليومية في مزادات العملة بشكل مباشر على تقلبات الأسعار.
• إجراءات البنك المركزي: باستمرار متابعة عمليات التحويلات الخارجية، يؤثر البنك المركزي عبر سياسته المالية في تثبيت سعر الصرف أو تغييره.
• الحاجة إلى الدولار: تستورد الشركات والبنوك كميات كبيرة من الدولار لضمان تلبية احتياجات السوق من السلع المستوردة، خصوصًا من الدول التي تُفرض عليها العقوبات الاقتصادية.
• تهريب الدينار: يقوم بعض التجار بتهريب الدينار إلى الخارج للاستفادة من الفوارق السعرية بين السوق الرسمي والسوق الموازية أو خارجها.
• مضاربات السوق: يتحكم بعض التجار على المعلومات حول التغييرات المحتملة في كيفية استخدام الدولار، مما يجعلهم يتخذون إجراءات استباقية تؤثر على السعر في الأسواق.

كل هذه العناصر تتداخل لتشكل المشهد المالي وأسعار صرف الدينار العراقي مقابل الدولار، الذي يعتمد على توازن دقيق بين العرض والطلب إضافة إلى القرارات والسياسات المصرفية التي توجه حركة العملات داخل العراق وخارجه، ما يجعل متابعة هذه المتغيرات أمرًا ضروريًا لفهم تحركات السوق اليومية والمستقبلية.