ارتفاع قياسي.. الذهب يحقق أعلى مستويات تاريخية ويدفع الفضة للانتظار

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قويًا بنحو 47 دولارًا في جلسة الاثنين، مع تصاعد القلق من احتمال دخول الاقتصاد العالمي ضمن مرحلة ركود اقتصادي، مما دفع الطلب على الذهب كملاذ آمن إلى مستويات غير مسبوقة.

ارتفاع أسعار الذهب الفورية وأسباب تفوقها على مستوى 3900 دولار للأوقية

تخطت أسعار الذهب الفورية حاجز 3900 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ، مدعومة بزيادة الإقبال على المعدن الثمين وسط تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية على الصعيد العالمي؛ حيث يتجه المستثمرون للبحث عن أصول آمنة تحميهم من تقلبات الأسواق، كما يبرز عامل ضعف الين الياباني والإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية بوصفهما محفزين رئيسيين للوصول إلى هذه المستويات القياسية.
ويتزامن هذا الارتفاع مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.49%، ما يعكس انخفاض القوة الشرائية للعملة الأمريكية ويعزز جاذبية الذهب كأداة تحوط، إلى جانب توقعات السوق بأن يقلل الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة خلال الأسابيع المقبلة، مما يضيف زخمًا إضافيًا لتعزيز الطلب على الذهب.

تأثير ارتفاع الذهب على الفضة والمعادن الثمينة الأخرى وسط المخاوف الاقتصادية العالمية

لم تقتصر المكاسب على أسعار الذهب فقط، بل ارتفعت أسعار الفضة والبلاتين بشكل ملحوظ في ظل المخاوف المالية المتزايدة التي تحيط بالاقتصاد العالمي، حيث استفادت هذه المعادن من توجه المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة تنوء بتحولات الأسواق المالية؛ ويؤكد المحللون أن الذهب يظل أحد أفضل الأصول استقرارًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، ويزداد الإقبال عليه من قبل البنوك المركزية حول العالم كجزء من استراتيجيات تنويع احتياطاتها.

توقعات بارتفاع سعر الفضة إلى 55 دولاراً وارتباطها بأسعار الذهب العالمية والتوترات السياسية

أعلن المحلل الاقتصادي ماكسيم شابوشنيكوف من صندوق “إندستريال كود” توقعاته بوصول سعر الفضة إلى 55 دولاراً للأونصة بحلول عام 2026، مع استمرار ارتفاع أسعار الذهب وتفاقم التوترات السياسية الدولية التي تدفع المستثمرين نحو المعادن النفيسة؛ جاء هذا التصريح بعد تجاوز الفضة حاجز 48 دولاراً، وهو رقم لم يُرَ منذ 14 عاماً.
وأشار شابوشنيكوف إلى أن تحقيق هذا المستوى للفضة مرهون بوصول أسعار الذهب إلى نطاق يتراوح بين 4125 و4400 دولار، وهو احتمال بات أقرب على خلفية زيادة الطلب العالمي، خصوصًا من قبل البنك المركزي الصيني؛ لكنه حذر من احتمالية انخفاض الأسعار في حال تراجع التوترات السياسية، بسبب تجاوز مستويات السعر الحالية لتكلفة الإنتاج بشكل كبير.

• تراجع قيمة الين الياباني أثر في ارتفاع سعر الذهب.
• الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية ساهم في تحفيز الطلب.
• التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية زادت من جاذبية الذهب.
• البنوك المركزية العالمية تعزز مشترياتها من الذهب كأصل آمن.

تشير المعطيات الراهنة إلى أن أسعار الذهب ستظل تحت تأثير مباشر للتوترات السياسية والاقتصادية العالمية، وتحركات البنوك المركزية الكبرى، كما أن مستقبل أسعار الفضة مرتبط بشدة بحركة الذهب، مع ضرورة مراقبة الأحداث الدولية التي قد تهدد أو تعزز هذه الارتفاعات القياسية.