وداع مهيب.. شهدت جنازة أحمد عمر هاشم في الجامع الأزهر حضورًا شعبيًا واسعًا والأزهر يودعه بتكريم خاص

الأزهر يودع العالم الجليل أحمد عمر هاشم في جنازة مهيبة من الجامع الأزهر، حيث أُعلن صباح اليوم عن وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأحد أبرز علماء الحديث والدعوة الإسلامية في العصر الحديث، وقد نعى الأزهر رحيله بكلمات مؤثرة داعيًا الله أن يرحمه ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

تشييع الجثمان من الجامع الأزهر ودعوة العلماء لتكريمه

تم تحديد إقامة صلاة الجنازة على العالم الجليل أحمد عمر هاشم في الجامع الأزهر الشريف بعد صلاة الظهر، في لحظة احتشد فيها كبار العلماء والطلاب والمحبوين لتوديع أحد أعمدة العلم والدعوة الإسلامية بمشهد يليق بمكانته العظيمة، يُذكر أن الجثمان سينقل إلى مثواه الأخير في مدافن العائلة بالساحة الهاشمية بقرية بني عامر التابعة لمركز الزقازيق في محافظة الشرقية عقب صلاة العصر، ويُقام العزاء في نفس الساحة، ويساهم هذا الجمع في التعبير عن عمق الوفاء الذي يكنه الجميع للدكتور أحمد عمر هاشم وإرثه العلمي والدعوي، كما يُستكمل العزاء في مساء الخميس بالقاهرة في حضور واسع من العلماء والمسؤولين وتلاميذه الذين استفادوا من علمه عبر مراحلهم المختلفة.

رحلة علمية مشرفة في حياة العالم الجليل أحمد عمر هاشم

وُلد العالم الجليل أحمد عمر هاشم في السادس من فبراير 1941 بمحافظة الشرقية في أسرة عرفت بتدينها وحرصها على القيم الإسلامية، وسرعان ما التحق بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر، حيث تخرج عام 1961، ثم نال الإجازة العالية في الحديث وعلومه عام 1967، تلاها حصوله على الماجستير عام 1969، ثم الدكتوراه في نفس التخصص، وبفضل اجتهاده وتميزه حصل على لقب الأستاذية عام 1983، شغل الدكتور أحمد عمر هاشم عدة مناصب داخل وخارج جامعة الأزهر، ومن أبرزها رئاسة جامعة الأزهر في العام 1995، كما كان عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى عضويته في مجلسي الشعب والشورى الأمر الذي أبرز دوره الفاعل في المجالات العلمية والدعوية والوطنية.

إسهامات علمية بارزة وأثر دائم في علوم الحديث والدعوة الإسلامية

قدم الدكتور أحمد عمر هاشم إسهامات علمية متميزة في تخصص علوم الحديث والسنة النبوية، حيث أثرى المكتبة الإسلامية بمجموعة كبيرة من الكتب والدراسات التي تناولت السنة النبوية من جوانب متعددة؛ الرواية والدراية، إلى جانب الدفاع عنها ضد التشكيك، كما كان نائبًا بارزًا في المؤتمرات والندوات الإسلامية والدولية، وظهر في البرامج الدينية التلفزيونية داخليًا وخارجيًا بأسلوب هادئ ومتزن، دافعًا عن قيم الوسطية ونبذ الغلو والتطرف، ولا شك أن عطاءه ترك أثرًا لا يمحى في نفوس أجيال من طلاب الأزهر الذين استفادوا من علمه وأخلاقه التي جمعت بين التواضع والرصانة، مانحة إياه مكانة علمية وإنسانية متميزة.

  • تولى رئاسة جامعة الأزهر عام 1995
  • عضو هيئات علمية كبرى مثل مجمع البحوث الإسلامية
  • مساهم في الجمعيات الدينية والسياسية داخل مصر
  • شارك في مؤتمرات دولية ودينية هامة
  • ناشط في نشر الوسطية ونبذ الغلو والتطرف
العام الإنجاز
1961 تخرج من كلية أصول الدين جامعة الأزهر
1967 حصل على الإجازة العالية في الحديث وعلومه
1969 نال درجة الماجستير
1983 نال درجة الأستاذية
1995 تولى رئاسة جامعة الأزهر
2012 اختير ضمن هيئة كبار العلماء بالأزهر

مكانة دائمة لعضو هيئة كبار العلماء الداعية إلى الإسلام المعتدل

كان الدكتور أحمد عمر هاشم نموذجًا للعالم الذي دافع بحزم عن رسالة الأزهر الشريف، وعمل على نشر قيم الدين الإسلامي وسطية معتدلة، وقد تم اختياره ضمن التشكيل الأول لهيئة كبار العلماء في عام 1433هـ / 2012م، حيث ساهم في تجديد الخطاب الديني والرد على المستجدات الفكرية، مع التركيز على غرس الوعي الصحيح لدى الشباب وتعزيز قيم التسامح والرحمة، مما جعله ركيزة من ركائز الأزهر في مواجهة التطرف والغلو، وعزز بذلك إرثه العلمي والإنساني ليكون قدوة في العطاء والاستقامة.

برحيل العالم الجليل أحمد عمر هاشم، يفتقد الأزهر الشريف والعالم الإسلامي شخصية بارزة جمعت بين غزارة العلم وسمو الأخلاق وهدوء الخطاب، ليبقى إرثه الذي يشمل مؤلفاته وأبحاثه ومنهجه الإنساني حاضرًا في الأذهان، يُدرَّس ويُستفاد منه في المؤسسات التعليمية ويُستلهم في حملة الدعوة الساعية إلى الحفاظ على جوهر الدين وأصالته.