خطة جديدة.. ما هي حسابات ماكرون في مشاورات الفرصة الأخيرة؟

ما هي حسابات ماكرون في سياق مشاورات الفرصة الأخيرة داخل التحالف الرئاسي الفرنسي؟

طلب الرئيس إيمانويل ماكرون من رئيس الوزراء المستقيل القيام بمشاورات إضافية يثير الكثير من التساؤلات حول ما ترمي إليه السلطة التنفيذية في باريس، خصوصًا أن هذه الخطوة تمثل فرصة أخيرة للتسوية السياسية داخل أحزاب التحالف الرئاسي، خاصة الأحزاب الوسطية، التي يُراد منها أن تضع المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية. هذه المناورة السياسية تعكس طبيعة الأزمة التي تحاصر ماكرون كما يرى المراقبون، وبالتالي فإن فهم حسابات ماكرون في سياق مشاورات الفرصة الأخيرة يُعد أساسيًا لفهم الوضع السياسي الراهن.

حسابات ماكرون في مشاورات الفرصة الأخيرة بين الإصرار على التوافق ومحاولة تفادي حل البرلمان

إعادة تكليف رئيس وزراء مستقل مثل سيباستيان لو كورني بإدارة مشاورات الفرصة الأخيرة، بعد أن قدّم استقالته وأعلن رفضه العودة لرئاسة الحكومة، تشكل مفارقة سياسية فريدة من نوعها؛ فهي تعكس محاولة قصر الإليزيه لاستغلال الوقت ومحاولة إعطاء فرصة أخيرة لاحتواء الأزمة داخل التحالف الرئاسي. تجسد هذه الخطوة رغبة ماكرون في تجاوز عثرات قد تؤدي إلى حل البرلمان، خصوصًا مع التوترات بين التيارات الوسطية وأحزاب التحالف، ولا سيما حزب الجمهوريين المُزعزَع، والذي لم تخف قاعدته الحزبية غضبها من تعيين لو كورني. بالإضافة إلى ذلك، رفض وزير الجيوش بينغنو لوميج العودة إلى الحكومة يعكس عميق الأزمة التي تعصف بالتحالف، ما يجعل مهمة رئيس الوزراء المستقيل شبه مستحيلة، خاصة بعد استنزافه شهرًا كاملاً في مشاورات فاشلة.

تأثير أزمة الثقة بين مكونات التحالف والرئيس ماكرون في مشاورات الفرصة الأخيرة

عدم الثقة الصريح الذي ظهر في تصريحات شخصية لمسؤولين داخل التحالف، على رأسهم وزير الداخلية كريستوف كاستانير الذي أعلن عن فقدانه الثقة برئيس الوزراء، يضيف طبقة جديدة من التعقيد على حسابات ماكرون في مشاورات الفرصة الأخيرة. تصريحات كريستوف كاستانير ورئيس الوزراء الأسبق جابرييل أتال، الذي وصف ماكرون بـ”ماكرون الصغير”، تشير إلى عمق الانقسام الداخلي وفقدان التناغم في الصفوف، وهو ما يعكس حالة اليأس من حلول سريعة. في مواجهة هذه الأجواء، يحاول ماكرون كسب الوقت قبل اتخاذ قرارات حاسمة مثل حل البرلمان أو تقديم استقالته، وهو ما يفسر استمرار المشاورات رغم ضيق الوقت المحدد لإنجازها.

تأثير انتخابات 2025 وتوجهات الرأي العام على حسابات ماكرون في مشاورات الفرصة الأخيرة

الاستطلاعات الحديثة تمنح الرئيس ماكرون مسؤولية الأزمة السياسية في نظر نسبة كبيرة من الفرنسيين الذين يرون أن فترة الفرصة الأخيرة لا تنطوي على حلول فعالة ما لم يتم إجراء تغييرات جوهرية، بين استقالة أو حل البرلمان. كشف استطلاع صحيفة “لو فيجارو” عن أن 57% من الفرنسيين يعزون المسؤولية لماكرون، مقابل 37% فقط يعتبرون حزب الجمهوريين مسؤولاً إلى جانب التحالف، و32% يرون أن المعارضة تتحمل أيضا جزءًا من العبء. من جهة أخرى، يستعد الحزب الاشتراكي وتحالف اليسار، الذين حلوا في المرتبة الأولى بالانتخابات الأخيرة، لتحمّل مسؤولية التغيير، خصوصًا وأن استمرارية تحالف الوسط تبدو منتهية بشكل شبه كامل، وسط قوائم متباينة من القوى السياسية تتنافس على الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في 2025، والتي قد تسفر عن برلمان من ثلاث أو أربع قوى متنافسة، تعكس الاستقطاب المتزايد الذي يعصف بنظام الجمهورية الخامسة.

  • إعادة تكليف رئيس الوزراء المستقيل بمهمة استشراف الحلول
  • تفاقم الأزمة بسبب فقدان الثقة بين مكونات التحالف
  • استطلاعات الرأي تكشف الضغط الشعبي على ماكرون وحكومته
  • ترقب الانتخابات المقبلة وتأثيرها على المشهد السياسي الفرنسي
المؤشر النسبة
الفرنسيون الذين يحملون ماكرون مسؤولية الأزمة 57%
الفرنسيون الذين يرون حزب الجمهوريين مسؤولًا 37%
الفرنسيون الذين يعتقدون أن المعارضة من أسباب الأزمة 32%
الفرنسيون الذين يؤيدون حل البرلمان 60%
الفرنسيون الذين يرون أن الحل في استقالة ماكرون 70%

تمثل مشاورات الفرصة الأخيرة التي يجريها ماكرون والتوترات المستمرة داخل التحالف الرئاسي الباب المفتوح أمام فرنسا لمعالجة أزماتها السياسية المتراكمة، إلا أن حسابات ماكرون في هذه المرحلة تكشف هشاشة المشهد وصعوبة الخروج بحلول توافقية، وسط ترقب شعبي وانتظار متزايد لنتائج الانتخابات المقبلة التي قد تعيد تشكيل خارطة السلطة بشكل جذري.