مقاطعة واسعة.. احتجاج جيل زد على أولوية الإنفاق العام في مباراة المنتخب ضد الكونغو

مقاطعة مباراة المغرب والكونغو: خطوة احتجاجية لشباب “جيل زد 212”

دعت حركة “جيل زد 212” الشبابية إلى مقاطعة مباراة المنتخب المغربي والمنتخب الكونغولي في الرباط، معتبرة أن ملاعب خالية ستكون تعبيرًا احتجاجيًا حضاريًا ومدويًا يعكس رفض الأولويات المختلة في الإنفاق العمومي، حيث تتدفق الأموال على المنشآت الرياضية بأعداد كبيرة، في حين يعاني قطاعا التعليم والصحة من نقص حاد ومستمر.

دوافع دعوة مقاطعة مباراة المغرب والكونغو وتأثيرها على النقاش الوطني

قالت حركة “جيل زد 212” في بيان عبر قنواتها الرقمية إن دعوتها لمقاطعة مباراة المغرب والكونغو، يأتي ردًا على الفجوة الكبيرة في توزيع الميزانيات، إذ يتم توجيه ملايين الدراهم لمشاريع رياضية وفعاليات كبرى بينما يكابد قطاعا التعليم والصحة أزمات متواصلة في التمويل والبنية التحتية؛ مما يبرز اختلال الأولويات في الإنفاق العمومي بشكل واضح. وأكدت الحركة في بيانها على حبها ودعمها الكامل لمنتخب “أسود الأطلس”، مشيرة إلى أن حب الوطن والمنتخب أمر ثابت لا يتغير، لكن حركة “جيل زد 212” تضع ضميرها واهتمامها الأساسي مع حقوق الشباب وأولويات الوطن.

تطور خطاب حركة “جيل زد 212” ودعوتها غير المسبوقة لمقاطعة مباراة المنتخب المغربي والكونغو

تعد هذه المرة الأولى التي تشدد فيها حركة “جيل زد 212″، التي خاضت احتجاجات رمزية سواء رقمية أو ميدانية خلال الأسابيع الماضية، على مقاطعة حدث رياضي وطني؛ ماكّن مراقبون من اعتباره تطورًا نوعيًا في خطاب وممارسات الحركة. ويرى محللون أن هذه الخطوة تحمل رسالة مزدوجة موجهة إلى السلطات والرأي العام على حد سواء؛ فهي تظهر انخراط الشباب بعمق في الحوار الوطني حول العدالة الاجتماعية، وتضع كرة القدم، التي يُنظر إليها على أنها “الدين المدني الجديد”، في قلب النقاش حول طرق توزيع الثروة وكيفية تحديد أولويات الإنفاق العمومي.

التحضيرات لمباراة المنتخب المغربي ضد الكونغو وجدلية الإنفاق رياضيًا واجتماعيًا

تأتي دعوة مقاطعة مباراة المغرب والكونغو، التي ستجرى على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط الثلاثاء، في ظل تحضيرات متواصلة ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، وهي مباراة تحمل أهمية كبرى في المشهد الرياضي الوطني. وبالرغم من ذلك، تبرز الحركة من خلالها مقاطعتها كأداة احتجاج سياسية تهدف إلى إلقاء الضوء على التحديات المعيشية التي يواجهها الشباب المغربي، وتأجيل الاهتمام الحقيقي بالقطاعات الحيوية. ويؤكد البيان أن:

• حب المنتخب الوطني ثابت ومقدر ولا يمكن المساومة عليه.
• وعي الشباب بضرورة التمسك بحقوقهم وأولويات الوطن يتطلب اتخاذ مواقف أكثر استثنائية.
• المدرجات الخالية ستشكل رمزية احتجاج تواصل الضغط على السلطات لتحسين السياسات.

جدول يوضح أبرز النقاط بين الإنفاق الرياضي والاحتياجات الاجتماعية:

تبرز دعوة حركة “جيل زد 212” إلى مقاطعة مباراة المنتخب المغربي والكونغو صوتًا واضحًا يعكس رفض الأولويات الموجهة لإنفاق عمومي مبالغ فيه على الرياضة، بينما تعاني فئات واسعة من الشباب من الإهمال في المجالين الصحي والتربوي، وهو ما يجعل هذه الخطوة الجديدة في خطاب الحركة ذكية وحاسمة، وتجعل من كرة القدم قضية وطنية تتصل مباشرة بالعدالة الاجتماعية وحقوق الأجيال القادمة.