قناة السويس تبدأ تشغيل أول قاطرة بمشروع “عزم” من ترسانة سفاجا

شهدت مدينة سفاجا تدشين أولى قاطرات مشروع “عزم” بحضور الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، ضمن إطار شراكة استراتيجية بين هيئة قناة السويس وشركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، والتي تسعى لمشروع شامل يستهدف بناء 10 قاطرات بحرية متطورة و12 سفينة صيد أعالي بحار، في خطوة تهدف إلى تطوير الصناعة البحرية في مصر وتعزيز اقتصادها الوطني.

تدشين القاطرات البحرية ضمن مشروع “عزم”

في إطار عقد الشراكة مع شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، دشنت هيئة قناة السويس القاطرتين “عزم 1” و”عزم 2″، كجزء من مشروع يهدف إلى بناء 10 قاطرات بحرية من طراز “RASTAR 3200-W”، بقوة شد تبلغ 90 طناً لكل منها، ومزودة بأحدث أنظمة مكافحة الحرائق، يأتي هذا المشروع تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تطوير الأسطول البحري المصري، وقد تابع الفريق أسامة ربيع بنفسه مراحل التصنيع في ترسانة سفاجا وأعمال التشطيبات النهائية للقاطرتين، وكذلك تطورات العمل في باقي القاطرات وسفن الصيد قيد الإنشاء.

يُعد هذا المشروع خطوة محورية نحو توطين الصناعات البحرية، عبر تنفيذ خطط تهدف لتحسين الإنتاج المحلي وتعظيم الكفاءة التشغيلية للمرافق البحرية، مع التركيز على خلق قيمة مضافة للاقتصاد المصري وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة السفن.

تطوير الأسطول البحري ومشاريع السفن

أعلنت هيئة قناة السويس عن خطة شاملة لتحديث الأسطول البحري، تتضمن إضافة 28 قاطرة جديدة من طرازات متعددة لتلبية احتياجات العمل داخل القناة وخارجها، كما يهدف المشروع إلى بناء 12 سفينة صيد أعالي بحار بأحدث الأساليب التقنية الأوروبية، مع الإشراف الكامل من هيئات تصنيف دولية مرموقة مثل “BV” الفرنسية و”RINA” الإيطالية، وقد أضاف الفريق أسامة ربيع أن هذا المشروع يعكس الطموح المصري في تمكين الصناعة الوطنية وتطويرها، بما يخدم رؤية الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من صناعات السفن وزيادة فرص العمل.

كما تسعى الهيئة خلال السنوات المقبلة لتعزيز تواجدها في السوق العالمي لبناء السفن، عبر استخدام تقنيات مبتكرة وإبرام المزيد من الشراكات الفعالة التي تتيح لها التفرّد بمزايا تنافسية في هذا القطاع.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي للمشروع

أوضح المهندس مصطفى الدجيشي، رئيس مجلس إدارة شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر، أن مصنع القاطرات في سفاجا ساهم في خلق أكثر من 700 فرصة عمل مباشرة منذ بدء تشغيله، مع توقعات بزيادة هذا العدد مستقبلاً، وتُعد هذه الخطوات دليلاً واضحاً على الأثر الإيجابي للمشروع على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، إذ تُظهر الجهود المبذولة النمو المستمر في صناعة السفن داخل مصر، فضلاً عن تطوير البنية التحتية للترسانات.

وفي هذا السياق، اعتمدت الشركة على توسعات كبيرة في ساحات البناء وإضافة مرافق متطورة لتحقيق أعلى كفاءة تشغيلية، مما يعزز من قدرة المشروع على تصدير منتجاته والمضي قدماً نحو الريادة الإقليمية والعالمية في هذا المجال الحيوي.