«الذهب يربح».. استقرار الأسعار وتحقيق مكاسب قوية رغم التقلبات الأسبوعية

شهدت أسعار الذهب استقرارًا ملحوظًا في ختام تداولات يوم الجمعة، مع تطلع الأسواق لتسجيل مكاسب أسبوعية تُعد الثالثة على التوالي، متأثرة بالطلب المرتفع على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا. ووفقًا للتعاملات الفورية، استقر سعر الذهب عند 3348 دولارًا للأوقية، فيما ارتفع سعر العقود الآجلة الأمريكية بنسبة 0.3%، مما جعل قيمتها تصل إلى 3359 دولارًا للأوقية.

أداء الذهب ومستويات الدعم الأساسية

واصل سعر الذهب تحقيق مكاسب ملفتة منذ بداية العام الجاري، مسجلًا ارتفاعًا بأكثر من 700 دولار للأوقية، وشهد أعلى مستوى تاريخي له يوم الثلاثاء الماضي عند 3500.05 دولار. في الوقت ذاته، تباينت التوجهات في أسعار المعادن الأخرى، حيث تراجعت الفضة بنسبة 0.5% لتصل إلى 33.42 دولارًا للأوقية، وانخفض البلاتين بنحو 0.1% مسجلًا 969.65 دولارًا، بينما شهد البلاديوم انخفاضًا أكبر قدره 1.2% ليستقر عند 943.24 دولارًا. رغم هذه التقلبات، أظهر الذهب قدرة على التماسك عند مستويات دعم قوية، وأبرزها 3298 دولارًا للأوقية، التي تشير المؤشرات التقنية إلى إمكانية توقف الضغوط البيعية عندها.

توقعات أسعار الذهب وتوجهات السوق

لا تزال التوقعات إيجابية بشأن حركة الذهب خلال عام 2025، حيث يُتوقع أن يحقق مكاسب تتراوح بين 26% و30% خلال هذا العام. يأتي هذا التوقع مدعومًا بعوامل متعددة مثل استمرار البنوك المركزية في شراء كميات كبيرة من الذهب، إضافة إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي وزخم التدفقات المؤسسية على الأسواق. تجدر الإشارة إلى أن استمرار الذهب فوق مستويات 3260 دولارًا يشير إلى بقاء الاتجاه الصعودي طويل الأجل، بينما يُنصح المستثمرون بمراقبة مستويات المقاومة الأساسية عند 3386 دولارًا و3444 دولارًا.

التقلبات في أسعار الذهب وعوامل التأثير

شهدت أسعار الذهب تقلبات حادة مؤخرًا، حيث تذبذبت بين الارتفاع الكبير والهبوط المحدود، وهذا نتيجة للعودة التدريجية لشهية المخاطرة عند المستثمرين، إضافة إلى تحسن اللهجة التجارية بين الولايات المتحدة والصين. تصريحات الرئيس الأمريكي بمعية رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ساهمت في تحسين الجو الاقتصادي العام، مما دعم الأسواق العالمية وأدى إلى تعزيز الثقة في الدولار الأمريكي، وهو ما انعكس بشكل غير مباشر على أسعار الذهب. رغم ذلك، هناك احتمال أن يؤدي انخفاض الذهب دون حاجز 3260 دولارًا إلى دفع الأسعار نحو 3204 دولارًا، وهو حد حاسم قد يُنذر بتحول في الاتجاه الفني.

في الختام، يبقى الذهب أحد الأصول الاستثمارية الأكثر أمانًا في ظل التوترات العالمية والتقلبات الاقتصادية، مما يجعله خيارًا مفضلًا للكثير من المستثمرين.