وداعًا أمح الدولي: أيقونة التشجيع الأهلاوي ترحل بعد صراع مع المرض

في لحظة حزينة ومؤثرة، ودعت جماهير النادي الأهلي اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 أحد أشهر مشجعيها الأوفياء، محمد أحمد عبد الغني، المعروف بلقب “أمح الدولي”، الذي رحل عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض. لم يكن أمح مجرد مشجع، بل كان رمزًا للانتماء والإصرار، أيقونة حب النادي الأهلي وروحه المخلصة التي حفرت اسمه في قلوب عشاق القلعة الحمراء للأبد.

من هو أمح الدولي؟ قصة ملهمة لمشجع الأهلي الأشهر

وُلد محمد أحمد عبد الغني عام 1987، وعانى منذ ولادته من متلازمة داون. ورغم تحدياته الصحية، تحدى كل الصعاب ليصبح واحدًا من أبرز مشجعي الأهلي وأكثرهم تأثيرًا. لم يكن لقب “أمح الدولي” مجرد اسم بل هو تعبير عن شخصيته الفريدة التي تجسدت في حبه العميق للنادي الأهلي. حضر أمح معظم مباريات الفريق، سواء داخل مصر أو خارجها، وأصبح وجهًا مألوفًا في المدرجات وبين المشجعين.

حمل أمح الدولي مشاعر الانتماء بقوة، وكان حضوره دائمًا ملحوظًا خلال بطولات الأهلي وانتصاراته. استلهمت الجماهير منه معاني الإخلاص والعزيمة، ليصبح بمرور الوقت جزءًا من الهوية الجماهيرية للنادي الأهلي المصري.

صراع مرير مع المرض ووفاء لا ينكسر للنادي الأهلي

رغم حالته الصحية، لم يتخل أمح عن عشقه للأهلي. واجه تحديات صحية صعبة، أبرزها سقوط تعرض له أدى إلى كسر بالعمود الفقري، أعقبته جلطة دماغية، ثم التهاب رئوي حاد أدخله العناية المركزة لفترة طويلة. ورغم معاناته، بقيت روح أمح قوية ومليئة بالأمل والدعم للنادي الذي طالما أحبه.

كان أمح يحتفظ بعلاقة خاصة مع لاعبي الأهلي، وعلى رأسهم محمود عبد المنعم “كهربا”، الذي زاره مرارًا خلال فترة علاجه، وحرص على دعم معنوي متواصل له، في مواقف إنسانية أثرت في قلوب الجماهير المصرية.

أمح الدولي: من مدرجات الأهلي إلى نجم السوشيال ميديا

لم يقتصر تأثير أمح الدولي على ملاعب كرة القدم فقط، بل امتد إلى عالم السوشيال ميديا. أنشأ قناة عبر موقع يوتيوب حققت أكثر من 17 مليون مشاهدة خلال عام واحد فقط، مما جعله يُلقب بـ”ملك اليوتيوب” في أوساط جماهير الأهلي. شارك أمح عبر مقاطع الفيديو بحياته اليومية، ورسائل الدعم لفريقه المفضل، ليحظى بشعبية واسعة بين جميع فئات المجتمع المصري.

في ظل التحديات التي واجهها، استطاع أمح أن يكون قدوة للأمل وقوة الإرادة، حيث أثبت أن الانتماء الحقيقي للنادي لا تحده ظروف صحية ولا قيود جسدية.

اليوم، وبرحيل أمح الدولي، يخسر جمهور النادي الأهلي رمزًا للوفاء الحقيقي والعشق الذي لا ينتهي. ستظل قصته مصدر إلهام للأجيال القادمة، وستبقى ذكراه خالدة في قلوب كل محبي الأهلي الذين رأوا فيه المعنى الحقيقي للشغف والانتماء دون شروط.